جلستُ ذات مساء، وأنا أتأمل انعكاس ضوء المصباح على ورقةٍ أمامي، أفكر: هل لا يزال في العالم من يتخيل أن القرار الحاسم لا يمكن أن يُتّخذ إلا في غرفة مغلقة، بجانب طاولة رسمية، وفي حضور أربعة ألقاب وسيّدات وسادة؟ ذاك التصور كان جزءًا من تاريخي، جزءًا من الطريقة التي نقرأ فيها القصة عن "مجالس الإدارة".

لكنّي، كرهينة الوقت والمواعيد، بدأتُ أتساءل: هل حقًا أحتاج أربعة خبراء يتفقون على الوقت المناسب ليجلس الجميع؟ هل أنا، التي يمتحني هذا العصر بكلماتي للإلهام أكثر من قرارات الثقة؟

وهنا دخل الذكاء الاصطناعي إلى الصندوق: ليس كأداة آلة بلا روح، بل كرئة تتضاعف فيها العقول حين أحتاجها.

فُتح الباب لتجربتي مع:

مجلس التسويق الرباعي

أربعة أصوات تدخل قلبي، وتخرج بي بفكرة تنبض بالحياة، بلا معوقات ولا تأجيلات.

🟨 دانية – خبيرة تطوير المنتج
تسألني بصوت داخلي: “أين تكمن حاجة السوق؟ ما الذي يتركه منتجك في ذاكرة من يستخدمه؟”

🟦 فارس – خبير التسعير
يتحرّى بين الأرقام: “كيف نضمن أن السعر يعكس القيمة؟ وكيف نحمي صورة علامتك من التمزّق بسبب خصم مبالغ؟”

🟩 ليلى – خبيرة التوزيع
تمسك بخيوط الوصول: “هل فكّرت في القنوات؟ في الزمن؟ هل وضعت نفسك مكان من يستلم المنتج فعلاً؟”

🟥 سامي – خبير الترويج
يهمس لي بصوت السوق: “كيف تجعل الناس يتحدثون عنك؟ كيف يُصبح منتجك حديث المجالس غير الرسمية؟”

كلُّ واحد منهم، بلغة يرتاح لها فؤادي، يُبيّن ثغرة كنت أسير حولها بلا وعي. ولا داعي للانتظار. لا موعد، لا مكان، فقط أنا وخيارات متعددة تتحدث لأجلي.

تخيّل معي:

جهاز ذكاء اصطناعي يدير لكِ استشارات واقعية بأسلوب: "طوّري، سِعري، أرسلي، حدّثي".

في هذا العصر، أصبح القرار الأسرع هو القرار الأكثر رشاقة، وليس من يملك طاقمًا أكبر.

خلاصة القول:
المستقبل ليس لمن لديه موظفين أكثر، بل لمن يعرف كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة تُشعر أن لديه مجلسًا من العقول، موجودًا حين يحتاجه.

وصرخة صغيرة مني لكل رائدة أعمال تبحث عن صوتٍ يُربتها بدلًا من أن يُوقفها:

"لدي مجلس... وليس هناك ما يُحب الاجتماعات."
Share this article
The link has been copied!